بيان
صادر عن المجلس القانوني العربي الأرمني الأممي
بمناسبةإصدار قرار من رئيس الكيان التركيرجب طيب أردوغان وحكومته غير المنضبطةالخارجة عن القانون والنظام العام ،المتضمن الاستيلاء على الوقف الكنسي المسيحي الأرمني تحت ستار ديني والانطلاقببناء جامع مكان كنيسة القديس هاكوب والمقبرة التاريخية الأرمنية في اسطنبول
يندد المجلس القانوني العربي الأرمني الأممي بأشد عبارات الإدانة
والشجب والاستنكار لما يقدم عليه رئيس الكيان التركي الغاصب المحتل
رجب طيب أردوغانوحكومته رعاة الارهاب الدولي والجريمة المنظمة في
العالم ، الذين قرروا قبل أيام الاستيلاء عنوةً على أرضالمقبرةالأرمنية
” الوقفالدينيالمسيحيالأرمني ” المعروفة بمقبرة القديس هاكوب
الأرمنيةالقائمة فيالجزءالغربي من مدينة اسطنبولمنذالعام 1560
والذين اصدروا أوامرهم بهدمما تبقىمن” كنيسةالقديس هاكوب
“القائمة عليها منذ العام 1780وإزالةالمقبرةالأرمنيةوالجدار المحيط
بهما المبني عام 1853وحديقة”اينونوكيزي “التيكانتفي وقت قريب
تشاهد فيها مقابر الأرمن وأحجار شواهد بأسماءالمتوفينالمدفونينفيها
والتيكانت تعتبر أكبر مقبرة فيتاريخاسطنبولعاصمةالسلطنة
العثمانية ،والتي تمثل بما تحويه إرثثقافي ودينيوتراثيحضاري
مسيحي تعودللشعبالأرمنيالذي كان أحد أبرزمكوناتالمجتمعفي
الدولةالعثمانية .
كل هذابعد قيام “رجب طيب أردوغان “بعدةمحاولاتشخصية لوضعاليد
على الوقفالأرمنيوتغييروطمسمعالم ذلك الوقف الديني بشكلنهائي
وتاموحرمان الأرمن منحقهم التاريخي والقانوني والشرعي له والقضاء
علىالإرثالثقافيوالديني للشعب الأرمني الذي له وجود تاريخي في
المنطقة.يعتبرهذا الحدث استمراراً لنهج العثمانيين في إبادة الشعوب
وتجسيداً للعنصرية ضدثقافة الاعراقوالاديان ونشرالكراهية والفتنة
وتأجيج العنف ضدالشعوب غير التركية.
وهذه الخطوة تعتبر نموذجاًصارخاً للظلم والهمجيةالتركيةالتي إن دلت
فهي تدل على تاريخها الدموي المجرم الاسود بكل ما قامت بهمن
أعمال اجرامية وقتل وتنكيل بالناس وإبادة جماعية للشعوب الغير التركية
“السكان الاصليين”المسالمينالعزلفيالماضيليسبالبعيد وعلى
ارض ضحايا الهمجيةوالبربريةالتركية التيتم بناءالكيانالتركي الحديث
العهد عليها والتييدعونها فييومنا هذا” جمهورية تركيا الحديثة”.
مما تسببمجدداً بتفجير أزمة ” الوقف الديني المسيحي الأرمني ”
العائدملكاًلكنيسةالقديسهاكوبالأرمنية .
في الحقيقة التاريخية :
لما وصلت السلطنة العثمانية في عام 1560م.لأوج توسعها الجغرافي
حيثامتدت مساحتها إلى حوالي 14000000أربعة عشرة مليون كم.2
وحينهاحاولت الدول العظمى الحد من المد والتوسع العثماني,وقررت
الاطاحةعلىحكم السلطان سليمان القانوني للتخلص منه الذي اوصل
الإمبراطوريةالعثمانية لقمة مجدها وأوج عظمتها,فجرى بحقه تدبير
مؤامرةللتخلصمنه , وتقرر القيام بذلك من خلال طباخه الأرمني المدعو
مانوققرهسارافيان ليدس السم في طعام السلطان ، إلا انه و كما هو
طبيعةالشعب الأرمني الذي يأبى الخيانة .عرض الأمر كما هو”المؤامرة”
على السلطان سليمان القانوني و سلم الطباخ السم دون أن يدسه في
الطعام،واُفشِلت المؤامرة، وطلب السلطان سليمان أن يكافئه على
اخلاصه ووفائه بكل مايطلبه منه فرفض”مانوق” أنيكافئ شخصياً و
التمس من السلطان سليمان أن يهب الأرمن مقبرة لعدم توفرذلك لهم ..
واصدر حينها السلطان سليمان القانوني فرماناً سلطانياًفي عام 1560 م.
يقضي بتخصيصمساحة 1000000 مليون متراً مربعاً منأرض تقع في
الجزء الغربي منمدينةاسطنبول و التي سميت منحينها
“مقبرة القديس هاكوبالخاصةللأرمن ” حيث تم بناء مشفى القديس
هاكوب عليها باعتبار أن العاصمة اسطنبول قد تعرضت لانتشار وباء قاتل
في ذلك الزمن وأدت لوفاة أعداد كبيرة من الأرمن وبدأ الأرمن يدفنون
ضحاياهم فيها وتم توسيعها عام 1780 و بنيعليها كنيسةالقديس
هاكوبودار أيتام وعجزة، وفي عام 1853 م. تم بناء سورللمقبرة حيث
كان عددالأرمن الساكنين في اسطنبول حوال 400000 أربعمائة ألف
مواطنأرمني من أصل مليون من سكان اسطنبول المتنوعي الاعراق
والأديانموزعين فيالعاصمة وفي مائتي قريةمن قراها.
و لما ارتكبت المجازر العثمانية التركيةالتي أمر بها السلطان عبد الحميد
الثانيفي الاعوام الممتدة بين 1890م. حتى 1897 م. والتي راح ضحيتها
حوالي 500000 خمسمائة الف انسان أرمني .
ثم ارتكبت حكومة الاتحادوالترقيالعثمانية التركية المتصهينة المجرمة
مع سبق التخطيط والاصرارالإبادةالجماعية بحقالشعب الأرمني عام
1915 م. والتي ذهب ضحيتهامليوناًونصف المليون شهيد من النساء
والاطفال و الشيوخ و الرجالمنالمواطنين الأرمن المسالمين العزل الابرياء
في أكبر مجزرةللتطهيرالعرقيعرفتهاالبشرية في التاريخ المعاصر وتم
دفن أعداد كبيرة منهم في مقبرةالقديس هاكوب. و تم تهجير مليوني
أرمني قسراً من هضبةأرمينية منسكانالدولة العثمانية الذين كانوا
يشكلون \غداة مجازر الإبادةالجماعية التي ارتكبتبحقهم \نسبة 43%
من مجموعالسكانضمن حدود دولة مايسمى اليوم جمهورية تركيا ،
الغاصبة لأراض أرمنية تاريخية .
وقد تم تشييد أول نصبتذكاريللشهداءالأرمن \ضحايا الإبادة الأرمنية
التي جرت أحداثها عام 1915 \وسطمقبرةالقديسهاكوبالأرمنية
في الذكرى الرابعة لمجازر الإبادة الأرمنية وذلك في 11 نيسان عام 1919
وتم سرقة النصب التذكاري عام 1922 واخفائهنهائياً.
في عام 1932قامتبلدية اسطنبول بقضم العديد من مساحات أراضي
الوقف الديني المسيحيالأرمني واستولتعلى هذهالمقابر المقدسة
من خلال اخضاعها لمخطط تنظيمي، فتم بيع بعضها وانشاء مبنى
الاذاعة و التلفزيون TRT عليها والمتحف العسكري وفنادق ضخمة وسمي
هذا الحي المستحدثب _حي بانغالتيالراقي الشهير وذلك على
المقابر التي تحويرفاةالآلاف المؤلفة من الاموات الأرمن
وكل ذلك حصل من دون موافقة الجهة المالكة للوقف الديني أي الأرمن
وبدون حتى دفع قيمة الاراضي المقتطعة . بقيت من مقابر الأرمن جزء
سميت حديقةاونينوكيزي ذات مساحة 600000م2 ستمائة ألف متراً
مربعاً تقريبا . وفي عام 1933 تقدمت بلدية اسطنبول بدعوى كيدية مدبرة
بحجة استعادة تلك المنطقة مدعيةً زوراً وبطلاناً أن تلك المنطقة تتبع لوقف
السلطان بايازيد لذلك ينبغي إعادتها إلى البلدية كباقي المقابر .
و عبثاً كانت محاولات بطريرك الأرمن من متابعة الدعوى القائمة ضدها ،
بالمماطلة والتسويف لم يتم البت فيها إلى أن اتخذت وزارة داخلية
الكيان التركي قراراً بضم كامل مساحة مقبرة القديس هاكوب المسيحية
الأرمنية إلى البلدية لتبقى منها فقط 6000م2 ستة آلاف متراً مربعاً بقيت
تحت تصرف البطريركية الأورثوذكسية الأرمنية بعد الزامها بتسديد 3200
ليرة ذهبية مقابل مصاريف ورسوم الدعوى والمحاكمة .
رغم الجهود المبذولة من الأرمن أصحاب الحق لاستعادة أرض الوقف
الديني تم الاستيلاء على المقبرة من خلال عمليات مدبرة وتم بيع
أجزاء مهمة منها من قبل بلدية اسطنبول من دون وجه حق لتبدأ أعمال
البناء عليها لطمس معالمها بشكل نهائي .
وكان من المقرر أن يعاد اشادة النصب التذكاري لمجازر الإبادة الجماعية
للأرمن في الذكرى المئوية 1915 م.—- 2015 م. في وسط تلك الساحة
“ساحةتقسيم ” و المقبرة المقدسة مقبرة القديس هاكوب الأرمنية ”
التي دفنبين ترابها اموات وشهداء المكون الأرمنيللمجتمع منذ عام
1560 م. الذين قضوا خلال العهد العثماني منذتاريخ امتلاكهم للأراضي
وجعلها وقفاً إلىيومنا هذا مما يمنع التصرف بهذه الأراضي وانتهاك
حرمتها .وكما نشرتالمواقع الالكترونية التركية وتناقلتها وسائل الاعلام
المرئية والمسموعةعام 2013 م. من أن الابن البكر (بلال) لرئيس الكيان
التركيرجبطيبأردوغانالحالي الذي كان يشغل حينها منصب رئيس
الوزراءفيالكيان التركي الغاصبوبالاتفاق مع شركة قطرية تجارية
و بالتواطؤمع بلديةاسطنبول و بقوة نفوذ والده الذي كان في ذلك العام
يترأسالسلطة التنفيذيةفيالحكومة التركية ،فقد تقرر بناء مولتجاري
كبيرعلىتراب مدافن الأرمنلتحقيق مكاسب مالية تجارية عاليةخاصة ،
ضارباًبعرض الحائط و بطريقةتظهراستهتارا واضحا و صارخا وبمنهجية
عرقيةمقززة بالمقدسات الدينية و المشاعر الانسانيةوالمكرماتالوقفية
للكنائس،ويعتبر هذا تجسيداًللعنصرية ونشر الكراهية ضد ثقافةالأعراق
الاخرى ،وكان قد تم استخدام حجارة المقابرالأرمنيةكأساسبناء لحديقة
اونينوكيزي لتكون ارهاباًجديدا ضد الأرمن و طمسحقيقة تاريخية عن
المجتمع الدولي و اهانةللمقدسات والأمواتوبناءمراكزتجارية على
رفاتهم والذاكرة الشعبية لهم , و كأن هذا التراب لا يحتوي على رفاة
شعب عريقكان من أصل هذه الأرضوهوالشعب الأرمنيمواطني الدولة
العثمانية.
و لما كانت حكومة الكيان التركي الغاصب قد ذكرت على لسان رئيسها
أردوغان أنهماضِ في هذا المشروع الاستفزازي الغير إنساني و الغير
قانوني و الغيرالأخلاقي فإن المجلسالقانوني العربي الأرمني حذر
حكومة اردوغان و حذر الشركة القطرية العازمة على الاستثمار فوق رفاة
الشعب الارمني و حذر ابن اردوغان و رئيس بلدية اسطنبول حينها من
الاستمرار في التعدي على الوقف الكنسي المسيحي الأرمني المقدس
وأن المجلس سيلاحق جزائيا و مدنيا كل من يظهر له دور في التعدي
على هذا الصرح المقدس و الاستيلاء عليه وسينظم الملفات القانونية
داخل تركيا و خارجهابحق المستهترين و المخالفين الجشعين و سينظم
حملة اعلامية عبرمكاتبه الاقليمية في عدة دولعربية و عالمية و لجعلها
قضية عالمية أممية صارخة في وجدان البشرية والمؤسسات و المنظمات
الحقوقيةالدولية وبرسم الضمير العالمي .
مما اضطر أردوغانوقتها إلى التخلي عن تنفيذ مشروع بناء المول التجاري
على أرض الوقف الكنسي وقرر بدلاً عن ذلك وضع العقار تحت امرة الجيش
التركي لجعله ثكنةً عسكريةلمدينة اسطنبول ….
وكان ردة فعل قيادة الجيش التركي سريعا ورفض قبول هذا العرض لإدراكه
أنه لا يجوز التمركز على أرض الكنيسة والمقبرة المسيحية الأرمنية
وتسخيرها لأغراض الجيش في مدينةاسطنبول السياحية تحت أنظار
الهيئات الدبلوماسية الدولية والسياح الأجانب الذين بزورون المدينة ودور
العبادة المختلفة فيها بكثرةعلى مدار السنة .
وحتى لا يفشل مخطط أردوغان بالاستيلاء على أرض الوقف الكنسي
المسيحي الأرمني فأعلن على الملأ من خلال وسائل الاعلام المرئية
والمسموعة أنه قرر إجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير هذه الأرض
العائدة ملكاً لكنيسة القديس هاكوبالمسيحية الأرمنية حتى يقضي
على آخر آمال الأرمن ووجودهم في اسطنبول للتمتع بحقوقهم
وملكهم لأرض الوقف الكنسي (مقبرة القديس هاكوب والكنيسة فيها )..
وبهذه المناسبة أصدر المجلس القانوني العربي الأرمني الأممي
بياناً شديد اللهجة بتاريخ 13- 6- 2013 عبر وكالات الانباء العالمية معتبراً
أن الذينيجب استفتائهم والأخذ برأيهم لمصير أرض الوقف الديني
المسيحيالأرمني ليس شعب الكيان التركي على أمر لا يملكه ولا يعود
له أصلاً الذي يريدأردوغاناشراكهم بعمليةسرقة الوقف الكنسي الأرمني
فهو اجراء باطل سلفاً لأنه يمس حقوق الغير وهو الوقف الكنائسي
الأرمنيفيجب سؤال الأرمن أصحابالأرض ومقبرة القديس هاكوبلمعرفة
رأيهم على مايريدون بشأن تقرير مصير املاكهم وممتلكاتهم ومقابر
أجدادهم….
مما قيد تصرفات أردوغان المستهترة اللا مسؤولة وجعله يقرر والحالة هذه
إحالة ملف قضية الوقف الكنسي الأرمني للقضاء التركي لتقرير اجراء
المقتضى القانوني فيها …والتي لم يبت فيهلتاريخه ،وتقرر حفظالملف
لحين المراجعة ..
إلا أن أردوغان بعد استيلائه على السلطة واخضاع الجيش والقضاءوبرلمان
الكيان التركيله ،لم يستسلم للامروبقي على طغيانهولمينسى
مشروعهالشوفينيالمتعلقبأرض مقبرة القديس هاكوبالأرمنية(الوقف
الديني)وهدفهالمتمثل الاستيلاء على هذا الوقفالكنسي المسيحي
الأرمني بأي شكل من الاشكال والغاءوجوده ومحو خصائصه الدينية
والقوميةوالترائية والثقافية وكل أثر يذكر به .ثم قرر قبلعدة أيام وأمر ببناء
جامعاسلاميكبير عليها لطمس معالمها الدينية والقومية الأرمنية بشكل
نهائي وتام وهذه قضية لا شرعية ولا أخلاقية يهدف على ما هو ظاهر
للعيان من وراءه اشراك المسلمون فيسرقته لأرض الوقف المسيحي
الأرمني وخلق الفتنة من جديد بينأتباع الديانتينالاسلامية والمسيحية
لأسباب شيطانية توارث جيناتها من أجداده العثمانيين القتلة المجرمون
باعتباره يرعىالإرهاب الدوليوالجريمة المنظمة في العالم …
ولا يمكن لذلك أن يحصل قطعاً فالإسلام نهى عن ذلك وعن بناء الجوامع
على دور عبادة ومقابر المسيحيين ..
واعتبر الجالس على القبر وكأنه جالس على جمرة من نار .
ألا يعلم أردوغان أن بناء دور العبادة “بيوت الله “على الأرض المسلوبة من
أصحابها هو حرام شرعاً وقانوناً وهل يظن أن الله سيقبل العبادة والصلوات
التي ستقام على الأرض المسلوبة وحرمان أصحابها من أداء العبادة
والصلوات للرب الواحد الاحد
كيف يا أردوغان ستُرَكع المؤمنين على الجمر وهل شربت الخمر وهل
فقدت دينك ودنياك حتى تشرك مسلمو تركيا باعتداءكوسرقتك
وتسيئ للإسلام فليكن بعلمك أن الاسلام دين محبة وسخاء وليس دين
سلب وحرمانالناس حقوقهم الشرعية
بيروت في 27 شباط 2017
المجلس القانوني العربي الأرمني الأممي
الأمين العام
فاهه ماهشيكيان